بعد سلسلة من عمليات الانسحاب المتلاحقة للشركات من المؤتمر العالمي للجوالات MWC لشركات كبرى مثل ال جي و سوني و موكيا و اريكسون و اتش ام دي و فيفو، اجبر الخوف من انتشار فيروس كورونا  في برشلونة على إلغاء مؤتمر الجوالات العالمي  الذي استمر لثلاثة عقود لأول مرة منذ انطلاقه.

يعد المؤتمر الدولي للجوالات أكبر حدث في  صناعة الأجهزة المحمولة، لذلك ستتأثر الكثير من الشركات التي نغطيها يوميًا بشكل ما. ماذا يعني هذا للمستهلكين؟ ماذا عن الصناعة؟

---

تخطط العديد من الشركات لإطلاق منتجات استهلاكية جديدة في المؤتمر، الذي كان من المفترض أن يقام في الفترة من 24 إلى 27 فبراير. و على سبيل المثال لا الحصر شملت هذه الشركات، شركة هواوي ( ميت اكس اس) ، و شاومي (مي 10) ، و شركة تي سي ال (سلسلة TCL 10) ، وموتورولا (جوال بشاشة منحنية) ، و ريلمي (اكس50 برو 5G). والعديد من الشركات الصغري الأخرى التي لديها إعلانات في طور الإعداد.

تفضل العديد من الشركات عقد الأحداث الخاصة بها في أماكن حول برشلونة، خارج المؤتمر نفسه. ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كانت أي من الشركات المتأثرة ستقرر المضي قدمًا في خططها. أبلغت شركة كبرى موقع أندرويد اثوريتي بأنها ستستمر في تنظيم فعالياتها في برشلونة ، شريطة أن تكون هناك وسائل إعلام لتغطية الحدث.

قبل إلغاء المؤتمر رسميًا ، قالت هواوي و شاومي إنهما لا يزالان يخططان للمشاركة في المؤتمر، بما في ذلك الأحداث والمقصورات. آخرون، مثل (تي سي ال-TCL) ، ألغوا مؤتمراتهم الصحفية لكنهم احتفظوا بالمساحات الخاصة بهم على ارضية المعرض.

من المحتمل أن تختار بعض الشركات التي كانت تخطط لإجراء عمليات إطلاق مناسبة في المؤتمر للإعلان عن الأجهزة عبر النشرات الصحفية أو عبر الإنترنت. وقالت شركة سوني (التي انسحبت قبل إلغاء المؤتمر) إنها ستستبدل مؤتمرها بفيديو يبث عبر الانترنت.

قد يؤخر آخرون إطلاقهم من أجل تنظيم الأحداث الصحفية في وقت لاحق. ومن المرجح ان المخاوف من فيروس كورونا  ستستمر لأسابيع أو أشهر.

في النهاية، لن يعرف معظم المستهلكين حتى حدوث أي شيء خارج عن المألوف. الأحداث الصحفية هي في الغالب مجرد: فرصة للشركات لعرض أجهزتها على وسائل الإعلام.

الاستثناء الواضح هو المتحمسين. إذا كنت تعيش وتتنفس علي إطلاق الهواتف، فربما تجد أن أخبار الإلغاء مخيبة للآمال للغاية. لكن كن مطمئنًا، سيظل المصنعون يحاولون تقديم منتجاتهم.

هل يؤثرالالغاء علي الشركات المصنعة للأجهزة الذكية؟ 

قد لا يتأثر المستهلكون بإلغاء المؤتمرMWC 2020، لكنها قصة مختلفة قليلاً عن صناعة الأجهزة المحمولة.

إن إطلاق المنتجات الموجهة نحو المستهلك هو مجرد غيض من فيض. القيمة الحقيقية ل MWC، مثل أي معرض تجاري، هي أنه يجمع 100000 من المتخصصين في هذا القطاع، بما في ذلك الآلاف من كبار المسؤولين التنفيذيين. عبر قاعات مركز Fira للمؤتمرات وفي الأجنحة الفندقية والمطاعم في جميع أنحاء المدينة، يجتمع الحاضرون لعقد صفقات أو لقاء مع شركاء أو العثور على موردين أو موزعين أو بدء عمليات الدمج والاستحواذ أو مجرد متجر للحديث. لا يمكن المبالغة في تقدير أهمية التفاعلات البشرية التي تم تمكينها بواسطة MWC.

إلى جانب الآلاف من “الاتصالات المفقودة”، سيكون لإلغاء المؤتمر تأثير نقدي حقيقي على الشركات، وكذلك مدينة برشلونة. وللتعرف على الحجم، تم تقدير الحدث لتوليد 500 مليون يورو من الناتج الاقتصادي وخلق 14000 وظيفة مؤقتة.

يمكن للشركات أن تنفق الملايين لتنظيم الأحداث، وإنشاء مقصورات، والطيران مع الموظفين في جميع أنحاء العالم. معظم هذه النفقات هي بالفعل تكاليف لا يمكن تعويضها في هذه المرحلة.

بالنسبة للشركات الكبري ، فإن هذه النفقات المهدرة هي مجرد تكلفة لممارسة الأعمال التجارية. لكن فقد تكون MWC بمثابة ضربة حقيقية لمئات الشركات الصغيرة والمتوسطة التي أنفقت بالفعل مبالغ ضخنة على رسوم المشاركة والسفر والإقامة.

سيكون لإلغاء المؤتمر الدولي للجوالات MWC بالتأكيد تأثير تقشعر له الأبدان على الصناعة ، ويأتي في مقدمة المشاكل التي أوجدها وباء الفيروس التاجي كورونا. يمكن أن تؤخر المشروعات والمنتجات، وتعطل الصفقات المحتملة. ستشعر الشركات الصغيرة بالضيق الأكبر، لأنها تفتقر إلى الموارد اللازمة لتنظيم الأحداث الخاصة بها أو لنقل الموظفين في جميع أنحاء العالم لمقابلة الشركاء.

حتى مع هذه الآثار السلبية، هل سيكون لإلغاء المؤتمر الدولي للجوالات MWC 2020 تأثير كبير ودائم على صناعة الأجهزة المحمولة؟ لا نعتقد ذلك. الشركات سوف تتكيف مع الوضع المتغير والمضي قدما. على الرغم من أن MWC تعتبر صفقة كبيرة، الا انها في النهاية مجرد حدث صناعي.

المصدر

كما ألغت شركة ال جي و “زي تي اي” الصينية و نفيديا و ايريكسون بالفعل العديد من الأحداث التي كانت مقررة في MWC (مؤتمر الجوالات العالمي) في برشلونة ، وهو أكبر معرض تجاري لتكنولوجيا الأجهزة المحمولة في التقويم السنوي. كما أعلنت شركة “تي سي أل” أنها لن تكون حاضرة في المعرض ، لكن الشركة لا تزال تخطط للحضور وفقا للتسريبات.

وفقًا لرويترز، قال متحدث باسم شركة إنتل في بيان نشره موقع Venturebeat: “تعد سلامة ورفاهية جميع موظفينا وشركائنا أولوية قصوى ، وقد انسحبنا من المؤتمر العالمي للجوال لهذا العام لتجنب الخطر”. أكدت شركة “ان تي تي” بالمثل الحاجة إلى حماية العملاء والشركاء والموظفين

تسحب فيفو لاول مرة هاتفها الجديد ابيكس 2020 من MWC قلقا علي صحة وسلامة موظفيها والجمهور. وسيتم إصدار الخطط المعدلة قريبًا وفقًا للشركة.

وتقول سوني في بيان نُشر على موقعها على الإنترنت يوم الاثنين: “تراقب سوني عن كثب الوضع المتطور في أعقاب انتشار فيروس كورونا ، الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية في 30 يناير 2020”.

“نظرًا لأننا نولي أهمية قصوى لسلامة ورفاهية عملائنا وشركائنا ووسائل الإعلام والموظفين، فقد اتخذنا قرارًا صعبًا بالانسحاب من المشاركة في MWC 2020 في برشلونة، إسبانيا.”

وأعلنت أمازون عبر موقع ترينش بأنه “بسبب تفشي المخاوف المتواصلة حول فيروس كورونا الجديد ، ستنسحب أمازون من المشاركة في مؤتمر مؤتمر الجوالات العالمي 2020 المقرر في 24-27 فبراير في برشلونة، إسبانيا.”

لم يكن لشركة امازون علي مدار التاريج أي وجود رئيسي يركز على المستهلك في MWC. وعلي الجانب الاخر، غالباً ما تستخدم شركة سوني المؤتمر للكشف عن أهم أجهزتها المحمولة. في العام الماضي على سبيل المثال أعلنت الشركة عن هاتفها الرائد اكسبريا 1 في المعرض. تقول سوني إنها ستصدر إعلاناتها عبر الإنترنت من خلال قناة اكسبريا على يوتيوب التابعة لها هذا العام.

صرحت “تي سي آل” في بيان لها إنها اتخذت قرارًا بإلغاء الحدث الصحفي الخاص ب MWC. ومع ذلك، فقد أكدت أن “هذا القرار لا يؤثر على أي أنشطة أخرى لـ MWC 2020 تخطط لها الشركة وستظل “تي سي آل” تعلن عن أحدث أجهزتها المحمولة وستعرضها في جناحها.”

بالأمس، قدمت جمعية “جي اس ام” التي تنظم MWC بيانًا جديدا يوضح بالتفصيل الإجراءات المضادة التي تتخذها ضد انتشار فيروس كورونا. لن يُسمح لأي مسافر من مقاطعة هوبى الصينية حيث بدأ أنتشار الفيروس بالوصول إلى هذا الحدث ، بينما سيحتاج أي شخص زار مناطق أخرى في الصين إلى إثبات أنهم كانوا خارج البلاد لمدة 14 يومًا قبل ذلك.

مع بدء MWC في غضون أسبوعين من اليوم، من المحتمل أن يصعب ذلك خطط العديد من الشركات الصينية التي كانت تخطط للمشاركة في المؤتمر

المصدر